قرأت في آخر كتاب عن التربية أن كل أُم قبل أن تقرأ عن التربية يجب أن تضع أهدافها بطريقة واضحة.. جميع الأُمهات يريدون أن يحققوا نفس الهدف تقريباً! جميعهم يريدون تربية "طفلاً مميزاً". ولكن قبل كل هذا يجب أن نفكر جيداً، ونسأل أنفسنا: ما هو تعريف التميّز بالنسبة لنا؟ ماذا نقصد بالطفل المميز؟ لِكلٍّ معاييره ومقاييسه الخاصة بوضع هذا التعريف، الذي على أساسه نستطيع فيما بعد وضع خطتنا في التربية.
سرحت بخيالي بعدها كثيراً، ماذا يعني لي أنا التميّز؟ هل هو التحصيل العلمي والدرجات المرتفعة في المدرسة؟ لا الحمدلله ليس كذلك! هل هو أن تطيعني آسية وتستجيب لكل ما أأمرها به؟ بعد انتهاءي من قراءة الكتاب قررت أن تعريفي للتميز هو أن تصبح آسية: إنسانة مؤمنة سعيدة، تنظر للأمور بنظرة إيجابية، لديها طموح عالي بمجال هي تستطيع اختياره وتطويره، ناجحة اجتماعياً ولديها شخصية قيادية مؤثرة وليست تابعة لمن حولها. ربما أُغير ذلك التعريف بعد سنوات لكنه يعجبني الآن!
شعرت بالراحة حينها..
إلى أن اجتمعت ذات يوم بصديقاتي الأمهات لمناقشة الكتاب. فقالت إحداهن :"تستطيعون أن تختبروا مدى صدق تعريفكم للطفل المميز، عن طريق سؤالكم لأنفسكم: في حياتكم اليومية؛ ما هو الشيء أو التصرف الذي عندما يفعله طفلكم تشعرون بعده بقمة السعادة؟ وما هو التصرف أو الصفة التي توصلكم لقمة التعاسة او الانزعاج؟"
اكتشفت من خلال سؤالها أنني لا يجب أن أكتفي بكتابة أهدافي في التربية أبداً! وأنني لست متأكدة أنني سأنجح بالاختبار إذا سألت نفسي تلك الأسئلة!
إذا كانت قمة خيبة الأمل تحدث عندي حين تتصرف آسية بشكل محرج أمام الناس أو إذا كُنتُ سأصل إلى قمة سعادتي حين تحصل آسية على درجات مرتفعة في المدرسة مع أنها طفلة حزينة، فمعاييري التي وضعتها بنفسي خاطئة. واستنتجت أن أهدافي لآسية يجب أن تنطبق تماماً مع طريقة تربيتي لها وهذا ليس بالأمر السهل، لا أعلم بعد إن كنت سأُجيد ذلك!
إننا نستطيع تطبيق هذين السؤالين على حياتنا بشكل عام وليس فقط في التربية؛ قُل لي متى تشعر بقمة الغضب، ومتى تشعر بقمة السعادة، أقُل لك من أنت!
اسم الكتاب: من الصفر إلى الفخر كيف تربين طفلا مميزاً للكاتبة وفاء غيبة الصورة من تصوير المبدعة Lyn Elkadamani Photography