أراد تشاوشيسكو حاكم رومانيا في عام ١٩٦٦ أن يرفع عدد السكان فقام بإصدار عدة قوانين عشوائية
ظالمة؛ حيث قام بمنع تحديد النسل والإجهاض وفرض ضرائب باهظة على من وصلت لسن ال ٢٥ ولم تنجب بعد، بغض النظر إن كانت متزوجة، عزباء أو حتى إن لم تكن قادرة على الإنجاب! حين ارتفع عدد المواليد، زادت رومانيا فقراً بالتأكيد! وامتلأت الشوارع باللقطاء والمشردين. فقام تشاوشيسكو ببناء معسكرات دور للأيتام امتلأت بآلاف الأطفال!
يصف الكاتب المشاهد الصادمة فيها؛ أطفال مرميين في المياتم جاعوا وخافوا وتشردوا لدرجة أنك تمشي بين المئات من غرف الأطفال الرضّع ولا تسمع أي صوت!!! وصل الحال بهؤلاء الأطفال المساكين إلى أن يسرحوا بالفراغ! وطبعاً معدل الوفيات بينهم كان محزن جداً. رغم بشاعة ما حدث، كوّن هؤلاء الأطفال بالنسبة للغربيين فرصة حقيقية للدراسة والتحقيق فيما بعد.
تم تبني عدد كبير من هؤلاء الأطفال من قبل عائلات كندية وأجريت دراسة على سلوكهم، فانقسمت النتائج إلى مجموعتين بعد أن كبُر الأطفال الذين تم تبنيهم. مجموعة طبيعة جدا لا شيء فيها لافت للنظر أو غريب. علاماتهم المدرسية، وحالتهم الصحية والاجتماعية وكل شيء فيهم كان مستقراً. المجموعة الأُخرى كانت حالتها متدهورة بشكل ملحوظ! مع أنهم عاشوا في بيئات متشابهة للأطفال من المجموعة الأُولى، لكن كانت لديهم صعوبات تعلم ومشاكل صحية واجتماعية خطيرة.
ما الفرق؟ المجموعة الأُولى الطبيعية هم أطفال تم تبنيهم قبل الشهر الرابع من عمرهم. والمجموعة الأُخرى كانوا أكبر من ثمانية أشهر!
"They may have been removed from the orphanages long ago, but they were never really free."
٨ أشهر !! فقط!! تغيرت حياتهم إلى الأبد!!
تعوّدنا للأسف في مجتمعاتنا على أن نعامل الأطفال بتجاهل كبير لقدراتهم! وتحدث أمامهم جميع المشاكل والتوتر العائلي وأخلاقنا السيئة بحجة "لسه ما بيفهمو". بعد هذه المعلومة أرجوكم لا تقولوا أبداً أن الأطفال الرُضّع لا يفهمون! ربما لا يتكلمون بعد، لكن عقلهم في عملية تسجيل لكل ما يحدث حولهم . طبعاً قد يبدو هذا الكلام نظرياً سهل لكن بعد تجربتي البسيطة، في الواقع العملي هو أصعب مهمّة على الإطلاق! والحل الوحيد لنُحسن تربية أطفالنا منذ ولادتهم هو تربية أنفسنا أولاً. فطفلك سيعكس كالمرآة جميع ما حصل في سنينه الأولى التي بعدها تكون قد تكونت ٩٠٪ من شخصيته! طفلك سيخبرك من خلال تصرفاته عن أخلاقك أنتِ ووالده حين يكبر.