كثيراً ما سمعنا نصائح مثل "follow your passion" أو "follow your heart" أي اتبع شغفك.. قد تكون نيّة الناصح طيبة لكنها تؤدي إلى نتائج سيئة حسب الدراسات. الأستاذ الجامعي كال نيوبورت في كتابه يرى أن نصيحة أتبع شغفك من أسوء النصائح التي توجّه لمن هم في حيرة تحديد التخصص أو إتخاذ قرار بتغيير المسار المهني. أن تصبح شغوفًا بما تعمل هدف عظيم، لكن أن تبدأ بالشغف أولاً هو ما يجب ألا تفعله، لأن هذا المبدأ لديه مشاكل منها أنه يُبنى على فرضية أن كل الناس تعرف تماما ما هو شغفها. وهذه فرضية خاطئة قد تؤدي بنا الى الحيرة والضياع. ومنها افتراض أن حب شيئاً ما يعني انه المناسب لاتخاذه كمهنة وهذا يعني أن كل من لديه شغف بسباق السيارات سيكون سائق ممتاز، أو أن كل من يحب كرة القدم سيصبح لاعب ماهر!
كوّن مهارة أو قدرة لديك بشيء ما لديك إهتمام به، طور نفسك ومهاراتك بهذا الشيء لتصل حد الإحتراف، إقرأ عنها، تخصص أكثر، وسيأتي الشغف عندما تتميز وليس بالعكس.
لا تتبع شغفك .. بدلاً من ذلك أجعل شغفك يتبعك أثناء سعيك بأن تصبح جيدًا جدًا.
أنا لست إختصاصية ولا أملك شهادة في التربية، إختصاصي في مجال التصوير وصناعة الأفلام "التخصص الذي درسته وأنا أتبع شغفي". لكن منذ صغري وقبل أن أصبح أُم بسنين طويلة كان لدي إهتمام كبير في التربية وحضرت محاضرات متنوعة في هذا المجال. كانت تلهمني فكرة تأثير التربية علينا وكنت أتميز بقدرتي على تحليل صفات وتصرفات صديقاتي ونفسي بناءاً على طريقة تربيتنا والبيئة التي عشنا فيها. لكن الأمر كان بالنسبة لي يقف عند ذلك فقط. إلى أن أصبحت أُم لآسية. وأصبحت أقضي معظم وقتي بين كتب التربية وعلم الأُسرة وكتابة تجربتي مع آسية على صفحتي الشخصية. وبدأت آلاف الناس تتابع كتاباتي وتصلني رسائل من حول العالم! بعضها يسألني عن تجربتي ويعبر عن تأثره بكتاباتي، والآخر يستشيرني بمشكلة تواجهه..والكثير منهم يستفسر عن الكتب التي يجب أن يقرأوها.. كيف حصل ذلك؟ صدفة؟ ربما لكنه بالتأكيد حدث بعد قراءة وعمل وجهد.. و "شغف"!
الآن اكتشفت ماذا أُريد أن أفعل بقية حياتي!
مشروع "ماما لينة" هو المشروع الأول وبداية الرحلة إن شاء الله.